إضغط هنا للإطلاع على تقرير مفصل حول المناسبة
لم أذكر من أين أنا، ولا أين رحلت، فأنا من كل الأوطان في وطن تغيب في سمائي شمس الحياة، وفي وطن آخر تشرق شمس الحياة.
مبارك يا أبا سعيد لقد رزقت بابنة. أين حلاوة البشارة، قالت الداية؟
أدخل أبو سعيد يده في جيبه، وناولها قطعة من النقود، ووضعها في راحة يدها، ثم نظرت إلى تلك القطعة، لعل أختها تلحقها، ولكنها نظرت طويلا ولم تمطر يده قطعة أخرى. نظرت إليه. أشاح بوجهه عنها، وخرج من المنزل.
موقف جاهلي يعاد في القرن الحادي والعشرين، وذكره القرآن بأعذب حديث قال الله تعالى: "وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْودّا وهو كَظِيْمٌ".
لماذا يظن الأب أن الذكر هو الكنز، والأنثى هي الحفرة، فيتهلل وجهه
حين يُزَفُّ إليه خبر الذكر، ويعبس حين تأتي تلك البشرى الصادمة، ويتنهد ألف تنهيدة، كأن أمامه طريقا طويلا جدا .... لا ينتهي.
لم يغدق على الداية بالمال؛ لأنه كان ينتظر سعيدا، وزفّت إليه خبر سعيدة.
لماذا لا يسعد قلب ذاك الوالد؟ أليس سعيد وسعيدة يؤديان إلى نفس الغاية، وهي الأبوة، بل أرى أن سعيدة هي التي ستعلّم الوالد كيف يحب.
دخل أبو سعيد الغرفة، كانت زوجته جالسة على سريرها، والطفلة على حجرها. تقدم إليها خطوة أو خطوتين. قال لها: الحمد لله على سلامتك.
وقالت له -حين رأته عابس الوجه-: هذا رزقنا. ولعل ما تتمناه سيأتي عاجلا أم آجلا.
احملها بين ذراعيك؛ لتشعر بأنك العمود الذي لا ينكسر، إن هبّت عليها عواصف الزمان، وَقَبّلْهَا لتلتقي أنفاسك بأنفاسها. احتويها واجعلها تعيش كملكة في عرش قلبك. حَمَلَهَا وكانت ملفوفة بقماش أبيض. لم يرَ يديها الصغيرتين، نظر إلى عينيها وكانتا مغمضتين. لم تبق سوى بعض الملامح غير الواضحة كي يتفقدها، ولكن إذا غاص إلى عمق تلك الملامح سيرى ملاكًا صغيرًا بريئًا يجبره على حبّه وعشقه.
سألت الزوجة أبا سعيد ماذا تريد أن تسميها؟ قال: لكِ اختيار الاسم. قالت: ألم تفكر في اسم حين كنتُ حاملا؟ قال: لا. هي ابنتك سمّيها ما شئتِ. وضعها ثم نهض. أمسك بمقبض الباب. ما رأيك باسم مها؟ قال: جميل، وأغلق الباب.
عندما يكون الحب ضبابيا لا يرى من عليه أن يحب ويذوب في عشقه، ويقدم له الغالي والنفيس؛ فسيبقى الحب مجرد علاقة بين روحين، يُكتب اسمهما على شهادة الميلاد .
طفلة قطعة من القمر تطوف بالبيت. تحبو هنا وهناك، وتعبث بهذا وذاك. ثمانية أشهر أصبح عمر مها.
أبو سعيد جالس على كرسيه يقرأ كتابا، وربما يتظاهر بالقراءة؛ لأنه كان يسترق النظر إلى مها، التي جذبته بحماستها في اللعب. فمرة تحاول أن تصعد على الكنبة، ومرة تقلب ألعابها فتطلق ضحكات عذبة. وعلى حين غفلة أخذت الحماسة مها، حَبَتْ مسرعة حين رأت لعبة جديدة لم تمسك يداها الصغيرتان بها، ولم يتذوق فمها طعم تلك اللعبة. استرق النظر مرة أخرى، أسرع إليها وحملها، وأمسك بالمقص، واتجه إلى زوجته التي كانت في المطبخ. الغضب ملأ عينيه، وصرخ في وجهها قائلا: هل تريدين أن تقتلي ابنتك؟؟ أنت مهملة، سنفقدها بسببك. قالت: ماذا حصل؟ ناولها المقص، هذا ما حصل. ترمين أغراضك هنا وهناك. مدّت يدها لتحضنها. ضمّ مها إلى صدره بقوة، وأدار ظهره لزوجته وقال: أنا سأهتم بها.
إضغط هنا للإطلاع على تقرير مفصل حول المناسبة
تصميم و تركيب واستضافة السيّد: أولاد الحاج إبراهيم إبراهيم بريد إلكتروني: ohbrahim@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة
التعليقات على المقالة 7
هاجر بوقنارة2م211/5/2024
رشاش خيرة10/5/2024
اكرام وصال ايمان 2م17/5/2024
الياس وعبدالرحمان7/5/2024
أية و ملاك و حياة7/5/2024
abdarrhmane7/5/2024
انفال نجيمة قسم 2م1 6/5/2024