ريشة الطاووس
كانت هناك في إحدى القرى الصغيرة فتاة صغيرة تدعى'راجحة' وهي فتاة ذكية وطيبة سديدة دائما، كانت تحمل معها دائما ريشة لطاووس بألوان زاهية من يراها يرغب بالاحتفاظ بها لنفسه،و تتمشى في أنحاء القرية بمشية تدل على التفاخر و الغرور، وكانت قوية لدرجة أنها الدرع الأول في وجه كل من يدخل القرية بنية سيئة،وتعتبر رمزا للحكمة والدهاء في قريتها و الجميع يحترمها رغم أنها شابة يافعة لكونها حارسة للقرية، وكانت كلما تقع مشكلة في القرية يتوجب عليها حلها، فتحمل ريشتها عاليا وتعطي قرارا عادلا منصفا دوما لمصلحة الجميع،و كان كل من يزور القرية يسألها عن سبب مشيتها المتفاخرة وسبب قوتها وأناقتها وبروزها في قريتها بهذه الطريقة الرائعة فكانت تعطي إجابة واحدة وهي:أمشي مشية تشبه مشية الطاووس فالطاووس بمشيته يظهر متفاخرا وبجماله وأناقته يبدوا ضعيفا ، لكن إن اقتربت منه وآذيته سيدافع عن نفسه بعدوانية والمرجح و الواضح أنك الخاسر في الأخير وريشه رمز الجمال والأناقة ودليل على القوة و الذكاء لحامله، وكان الجميع يستمع لكلامها ويحترمها احتراما شديدا وفي يوم ما عينت كقائدة وحارسة رسمية على قريتها وكان كل من يدخل بيتها الأشبه بالقصر يجده مملوءا بأجمل وأندر أنواع الطاووس في العالم وعلى عرشها الجميل يقف طاووسان أبيضان وكل من يمسها بسوء يندم على ذلك ،هنا علمنا أن 'راجحة' لم تنظر للطاووس على أنه حيوان متفاخر ضعيف بل جعلته رمزا لها وبينت قوته وهيبته فلا تنظر للإنسان أو أي شيء فالحياة من منظره فلا تعرف ما يخبئه لك في شخصيته وتصرفاته.
التعليقات على المقالة 1
مرام 30/3/2023