روح طائر القبّرة
في أحد القرى كانت تعيش فتاة فاتنة الجمال كان الجميع يحبها ويحترمها لطيبتها وكرمها،وكانت كل صباح عند فتح نافذتها تجد عصفورها المحبوب طائر القبّرة كان دائما يرافقها أينما ذهبت وهي كانت تحبه جدا وتعتني به دوما،كانت تعشق غرس الأعشاب والورود في حديقتها والعناية بها،أتى يوم خطبت الفتاة إلى الأمير وأصبح عليها البقاء في القصر دائما لكن ذلك لم يبعد صديقها طائر القبّرة عنها أبدا كانت تتسلل من وقت لأخر لتعود لبيتها الصغير لتعتني بزرعها وكانت سيدة البلاط المسؤولة عنها دائما ما توبخها أتى يوم تأخرت الفتاة عن القصر ولم تأتي فهرعت سيدة البلاط للبحث عنها، فوجدت رباط شعرها على حافة النهر وهي كانت قد غرقت مسبقا وغادرت الحياة تألمت سيدة البلاط جدا ولامت نفسها على ذلك لسنين ،كانت دوما ورغم كبرها في العمر تعتني بالورود التي كانت تزرعها الفتاة وتقطف منها أحيانا وتضعها على حافة النهر وقد كان طائر القبّرة بعد رحيلها دوما يغرد على شجرة قرب النهر بلا توقف وقد مرض هو الآخر وغادر الحياة أيضا ،كانت سيدة البلاط كل ما تذهب قرب النهر ترى طائر القبّرة وهو يحلق نحوى الأعشاب التي كانت تزرعها صديقته ويحدق في سيدة البلاط ،ذات يوم أرادت معرفة ما نفع تلك الأعشاب فأخذتها إلى مختص فاتضح أنها أعشاب طبية لمرض محدد، فعرفت سيدة البلاط أن الفتاة كانت تزرع هذه الأعشاب لتداوي نفسها سرا فهي في بعض الأحيان كانت تمرض مرضا شديدا ولم تكن تقبل الدواء الذي يقدمه لها الخدم في القصر فهي لم تحب القصر وأهله بتاتا، وحين علمت سيدة البلاط زاد ندمها على عدم اهتمامها ،وكانت روح الطائر تظهر أمامها دوما وتحاول مهاجمة شيء خلفها وهذا يوترها ظنت أن هذا انتقام الطائر منها لعدم اهتمامها بسيدته، إلى أن أتى يوم ظهرت روح الطائر أمامها وبدأ يطير بسرعة نحوها ويقترب منها ويعود بسرعة تكرارا ومرارا لكنها لم تعره اهتماما وكانت تسرع فقط للعودة للمنزل و الابتعاد منه لخوفها الشديد، وفجأة ظهر رجل باغتها وطعنها في ظهرها كان الطائر يحاول تنبيها لا إلا و لا يحاول الانتقام منها، ليس الخوف أن تخاف من كل شيء فأحيانا تكون هناك أشياء نخافها تكون سبب إنقاذ حياتنا ومسارنا الصحيح في النهاية فالخوف من الله وحده عز وجل .
التعليقات على المقالة 1
مرام30/3/2023